( هذا النص .. من أشعار الشاعر الدبلوماسي.. الراحل المقيم (سيد أحمد الحردلو) رحمه الله أطلقه في أوائل تسعينيات القرن المنصرم..عندما (تطاول) المدعو.. حسين خوجلي.. وحتي لا يمثل علينا أمثال حسين خوجلي "فاتية النظام" أدوار الثائرين..(اليكم النص:)
كان منفياً ومطروداً من المكان ..
وكان منبوذاً من الزمان ..
وكان منذ كان ..
يمارس التحنيس والتبخيس .. والتهويش باللســان ..
وكان جاهـزاً .. عل مدار الوقـت ..
كامل الأوصـاف والألـوان ..
يفهم من إشـارة ماذا يُراد منـه .. في الحين .. وفي الأوان ..
وكان قواداً رساليـاً .. يشيع الخمر والأفيـون والإدمـان ..
وكان دائماً يجيد الرقص والتهريـج ... أو غنـاء أرخص الأغـان ..
وهكذا صار يجالس الصغار والكبار..
يروي لهم سواقـط القول .. وآخر النكـات والأخبـار ..
وهكذا ظن الشقي .. أنه صار من الكبــار ..
ومرت الأعوام .. تلو العام .. بعد العام ..
فصار من بطانة الحكام ..
وصار أقرب المقربين للنظام ..
وصار مثلما وكيفما يشــاء .. يسرق وينهب ما يشـاء ..
يقول ويفعل ما يشاء .. يبتز خلق الله .. يبتز دين الله ..
يمارس التهديد للبنوك .. والوعيد للتجـار .. في وضـح النهار ..
وصار عند الناس كالقضاء ..
ينقض حينما وحيثما يشـاء ..
ويشتم الأحياء والأموات ..
ويهتك الأعراض والحرمات ..
وصـار إسمه.. (فاتية النظام) ..
وصار رسمه (المهرج الشتام) ..
يشتم من فجاج الأرض .. حتى زرقة السماء ..
يشتم من صباح الخير.. حتى هدأة المسـاء..
لم ينـج أحـد .. من الشتائم السوقية البلهـاء
.. لم ينـج حتى الله ..
لم ينج حتى أنبياء اللـه ..
لم ينج حتى صحبة الرسول ..
لم ينج وطن ولا شعب ولا مسؤول ..
من رجس هذا المرض اللعــين ..
هذا الذي يسعى على ساقــين .. مصلوبين تحت قبة عجفــاء ! ..
وهكذا صار مسليمة الجديد .. حامي حِمى الإسلام
..
وأصبح المنظر الرسمي للبلاد ..
وأصبح المفتي الذي يُفتي شئون الدين والعبـاد ..
يا سادتي الكرام .. أن مسيلمة؛ هذا .. أخطر من مسيلمة القديم ..
فمسيلمة هذا .. ليس له من الإسلام غير ركعة السجود ..
ولا يعشق في الدنيا .. سوى الركوع والسجود ..
لكن .. لغيـر الله ! ..
كان يمارس الدعارة الجسدية وصـار الآن .. سلطان الدعارة الفكريـة ..
كان له رأس مسفلت .. كان مفازة جرداء ..
فليس تنمو فيه عشبة .. وليس فيه قطرة من ماء ..
وظل حول خمسين سنة .. يدس تلكم الصحراء .. في عمامة بلهـاء ..
يسعـى بها .. من دغش الرحمن حتى آخر المساء ..
يمشي الى الحمام ... بالعمامة البلهاء ..
يسامر العشاق ... بالعمامة البلهاء ..
يمشي الى سرير النوم بالعمامة البلهاء ..
ويصلي الصبح – إن صلاه – .. بالعمامة البلهاء ..
فأي رجل .. هذا الذي يندس في عمامة بلهاء..
وأي فكر سوف يأتي من عمامة كسشوار النسـاء ..
تداخت في عصره الأشياء .. فأصبح الرجال كالنساء ..
إلى متي يا وطني ..؟
يا أيها الطيب .. والمتعب .. الصبور ..
إلى متى يهين وجهك الكريم .. ذلك المهرج المذكور ..
إلى متى يبول في عينيك هذا العاجز العجوز والمكسور ..
إلى متـى .. تختلط الأمور .. حتى يصبح المأبون سيد الأمور..
إلى متى ؟ .. يظل الفكر فاجراً .. كأنه ضرب من الفجور ..
إلى متـى يموت الناس بالجوع .. ويتخم السارق والفاسق والمحظور..
إلى متـى .. يبرطع السوقي.. والدعي.. والمخصي والموتور .
. وكل رأسماله .. طفولة مريضة مشحونة بشبق مسعور.
صورة: ( هذا النص .. من أشعار الشاعر الدبلوماسي.. الراحل المقيم (سيد أحمد الحردلو) رحمه الله أطلقه في أوائل تسعينيات القرن المنصرم..عندما (تطاول) المدعو.. حسين خوجلي.. وحتي لا يمثل علينا أمثال حسين خوجلي "فاتية النظام" أدوار الثائرين..(اليكم النص:)
كان منفياً ومطروداً من المكان ..
وكان منبوذاً من الزمان ..
وكان منذ كان ..
يمارس التحنيس والتبخيس .. والتهويش باللســان ..
وكان جاهـزاً .. عل مدار الوقـت ..
كامل الأوصـاف والألـوان ..
يفهم من إشـارة ماذا يُراد منـه .. في الحين .. وفي الأوان ..
وكان قواداً رساليـاً .. يشيع الخمر والأفيـون والإدمـان ..
وكان دائماً يجيد الرقص والتهريـج ... أو غنـاء أرخص الأغـان ..
وهكذا صار يجالس الصغار والكبار..
يروي لهم سواقـط القول .. وآخر النكـات والأخبـار ..
وهكذا ظن الشقي .. أنه صار من الكبــار ..
ومرت الأعوام .. تلو العام .. بعد العام ..
فصار من بطانة الحكام ..
وصار أقرب المقربين للنظام ..
وصار مثلما وكيفما يشــاء .. يسرق وينهب ما يشـاء ..
يقول ويفعل ما يشاء .. يبتز خلق الله .. يبتز دين الله ..
يمارس التهديد للبنوك .. والوعيد للتجـار .. في وضـح النهار ..
وصار عند الناس كالقضاء ..
ينقض حينما وحيثما يشـاء ..
ويشتم الأحياء والأموات ..
ويهتك الأعراض والحرمات ..
وصـار إسمه.. (فاتية النظام) ..
وصار رسمه (المهرج الشتام) ..
يشتم من فجاج الأرض .. حتى زرقة السماء ..
يشتم من صباح الخير.. حتى هدأة المسـاء..
لم ينـج أحـد .. من الشتائم السوقية البلهـاء
.. لم ينـج حتى الله ..
لم ينج حتى أنبياء اللـه ..
لم ينج حتى صحبة الرسول ..
لم ينج وطن ولا شعب ولا مسؤول ..
من رجس هذا المرض اللعــين ..
هذا الذي يسعى على ساقــين .. مصلوبين تحت قبة عجفــاء ! ..
وهكذا صار مسليمة الجديد .. حامي حِمى الإسلام
..
وأصبح المنظر الرسمي للبلاد ..
وأصبح المفتي الذي يُفتي شئون الدين والعبـاد ..
يا سادتي الكرام .. أن مسيلمة؛ هذا .. أخطر من مسيلمة القديم ..
فمسيلمة هذا .. ليس له من الإسلام غير ركعة السجود ..
ولا يعشق في الدنيا .. سوى الركوع والسجود ..
لكن .. لغيـر الله ! ..
كان يمارس الدعارة الجسدية وصـار الآن .. سلطان الدعارة الفكريـة ..
كان له رأس مسفلت .. كان مفازة جرداء ..
فليس تنمو فيه عشبة .. وليس فيه قطرة من ماء ..
وظل حول خمسين سنة .. يدس تلكم الصحراء .. في عمامة بلهـاء ..
يسعـى بها .. من دغش الرحمن حتى آخر المساء ..
يمشي الى الحمام ... بالعمامة البلهاء ..
يسامر العشاق ... بالعمامة البلهاء ..
يمشي الى سرير النوم بالعمامة البلهاء ..
ويصلي الصبح – إن صلاه – .. بالعمامة البلهاء ..
فأي رجل .. هذا الذي يندس في عمامة بلهاء..
وأي فكر سوف يأتي من عمامة كسشوار النسـاء ..
تداخت في عصره الأشياء .. فأصبح الرجال كالنساء ..
إلى متي يا وطني ..؟
يا أيها الطيب .. والمتعب .. الصبور ..
إلى متى يهين وجهك الكريم .. ذلك المهرج المذكور ..
إلى متى يبول في عينيك هذا العاجز العجوز والمكسور ..
إلى متـى .. تختلط الأمور .. حتى يصبح المأبون سيد الأمور..
إلى متى ؟ .. يظل الفكر فاجراً .. كأنه ضرب من الفجور ..
إلى متـى يموت الناس بالجوع .. ويتخم السارق والفاسق والمحظور..
إلى متـى .. يبرطع السوقي.. والدعي.. والمخصي والموتور .
. وكل رأسماله .. طفولة مريضة مشحونة بشبق مسعور.